الزواج المبكر
رحــــــــــــــــــــــــيـــــمة الدليـــــــــمي
حثت الشريعه الاسلامية على الزواج بصورة عامه وشجعت عليه وحبذته وذلك تقديرا منها للنتائج الايجابيه التي سوف تعم المجتمع .. فالاسلام قد أهاب بالمسلمن على الزواج المبكر كما سنلاحظ ذلك من الاحاديث الشريفه وعدم المغالاة بالمهور وان كان قد حرص اشد الحرص على اعطاء المرأه حقها في المهر كتكريم لها ولكن يجب ان لا يفسر هذا التكريم خارج اطاره حيث المقصود به احاطة الزواج وهو لازال فى اول خطواته بهالة من القدسيةوالاحترام واخراج علاقة الرجل بالمراة من كونها علاقة مادية فهى اوسع واكرم واسمى من ذالك وقال تعالى فى محكم كتابة الكريم(ومن اياتة ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) فبالزواج يستمر النوع وتتم عمارة الكون ويتحقق فيه المقصود من قوله تعالى (وما خلقنا الجن والانس الا ليعبدون )فمن شأن الزواج انتشار الذريه وتعهدها والتزامها بالعبادة التي الزمت بها .. وبالزواج يتحقق الاستقرار النفسي والاجتماعي للشخص بعد ان اكمل نصف دينه الاخر فيتوفر لديه هدوء النفس فيترك ما تعود عليه من البقاء خارج البيت ليعود اليه سريعا ففيه يشعر بالراحة والسعادة والطمأنينه في ظل شجرة العائلة من زوجة واولاد يتفيئ بظلهم ويرتاح لوجودهم ويسعدون لوجوده معهم بعد ان شدت وربطت بينهم روابط قوية ومتماسكه قد باركها الرب من ابوة وامومه وبنوّه واصبح كل منهم جزء من الاخر وارتبطوا برابطة النسب الموحد..وقال الرسول الكريم "ص" حثا منه على الزواج "يامعشرالشباب من يستطع منكم الباءة فليتزوج" وقال عليه الصلاة والسلام "تزوجوا ولو بخاتم من حديد " فالزواج صيانه من الانحراف والوقوع في حبائل ومصائد الشيطان..ومن ناحيه اخرى فإن الزواج المبكر سوف يهيئ للوالدين من يقوم بمساعدتهما وهما لا زالا في اوج نشاطهما اذ نرى اولادهما قد شبوا وصلب عودهم ..فإذا ماحل الضعف والهزل بالوالدين نجد الاولاد البارين خير ملاذ ومنجد ومعين اذ ان الانسان يبدأ بخلقه ضعيفا وينتهي ضعيفا .. اما في الزواج المتأخر فيكون الاولاد بحاجه الى خدمات والديهم والوقوف الى جانبهم والابوان هم في وضع وعمر لايستطيعان من تلبية ذلك على الوجه الاتم بسبب كبرهما وضعفهما ..كما ان الزواج المبكر يجعل الصله بين الاباء والابناء صله قوية لتقارب العمر ووجود لغه مشتركه للعلاقات بين الطرفين يفهمها كلاهما ويمكّن الابناء من الاستفادة والاطلاع على تجارب الاباء وكيفية تعاملهم مع الحياة عن قرب وكثب وما هو جدير بالذكران قانون الاحوال الشخصية العراقي رقم 188 لسنة 1959 قد نص في المادة الثامنه منه 1.اذا طلب من اكمل الخامسه عشر من العمر الزواج فللقاضي ان يأذن به اذا ثبت له اهليته وقابليته البدنيه بعد موافقة وليه الشرعي فإذا امتنع الولي طلب القاضي منه موافقته خلال مده يحددها له فإن لم يعترض او كان اعتراضه غير جدير بالاعتبار اذن القاضي بالزواج 2.للقاضي ان يأذن بزواج من بلغ الخامسه عشرة من العمر اذا وجد ضروره قصوى تدعو الى ذلك ويشترط باعطاء الاذن تحقق البلوغ الشرعي والقبلية البدنيه والى موضوع اخر والله ولي التوفيق